لا أحدَ غيرك ياأملي ..

لا أحدَ غيرك ياأملي ..

ينتزعُ حرقة لياليّ الباردة

يـُـهَـيءُّ مدفأة للحمام.. لا أحد...

لا أحدَ غيرك ..

يطرُقُ حجرات أوجاعي..

زنزانتـي جدرانُها العتمة

زفراتي جوفاءُ..

لمَنْ زفراتي؟

لا أحد غيرك أملي،

يمارِسُ طقوس التـعبـد

في نصف جسدٍ

دنّسَتْه لعنة الإعاقة

وانبعثتْ منه رائحة الشحوبِ .

لا أحدَ غيرك..

يطفئ لهيب شوقي ..

لسماع هدير البحر..

لمسح رذاذ الأمواج عن جبهتي الباردة..

وصبغ أصابع قدمي الوحيدة في نعومةالزبد..

لا أحد غيرك..

يقتلع آهآت عطشي..

من سَديــمٍ مؤلم كأنّه الأزلُ .

لا أحدَ ياأمل..

يَغرِسُ ألوانَه في سواد أيامي ،

وينحتُ لي من ظــلـه وطنا ،

من أصابعه، نـخـلاً ،

ومن صوته أغنية .

لا أحدَ ياأمل ..

يجرحُ غيمي،

يسكُبُ وجعي في كوكبٍ آفلٍ .

لا أحدَ يصرُخ فيّ ،

يصهل في ليليٍِ ،

يُشرِعُنـي مرافئ للطوفان .

لا أحدَ بجانبي ..

يحفزني ولا يحبطني..

يشكّـلنـي من جديد ،

جسدا منتصبا كالتاريخ ،

لا أحدَ يؤثث ما خلفتـْه فاجعتي.

لا أحدَ يأتي من غياهب الكهف ،

ينحتـنـي وشما ..

فوق شفاه اللحظة الآتية .

لا أحدَ ياأمل..

ولا أحد أيها الرفاق

يؤنس وحدة الحزين

لا أحد يرى لهفة المشتاق

ويمسح من جفنيّ

لهيب الدمع الرقراق

لا أحد..

يقص شريط المسافة..

يبني جسور لقاء..

أو يجعل بين وحدتي وبسمةٍ

لحظة يشملها الوفاق

لا أحد..

يمزق السفر

ويبثر البعاد

ويزرع اللقاء

أو يكتب اسمي ذات يومٍ

بحروف الأحداق

يا ليته يأتني يوم

خبر موت اليأس والفراق

وولادة الأمل في الإنعتاق...

لا احد هنا..

مقتبس بتصرف..